هذه قصة قرأتها في احد المجلات وعحبتنى وحبت انقلها لكم
كانت تراقب امواج البحر وهي تقتر وتبتعد ..تدغدغ رمال الشاطئ وتلمع في قليها اطياف من الآمال ..حفظت
صورتها ..شكلها...لونها ...طقسها..وكل سمكة تمر فيها ..ملت منها ..من شخص أصبح جمادا يراقب البحر
بجمود وصمود... تخنقها الوحدة ولا مفر منها ..تتلاعب النورس حولها ...فلم تعد بشرا ليخافو منها فهي أشبه ب
صخور تلك الجزيرة الجامدة...مازالت تتراقص أمامها تلك الحادثة ..صراخ ...غرق..إنعدام كل شئ و لم يبقا
غيرها...تعلم الآن أنها وحدة الأكثر من ذلك يتيمة ةأن ما من أحد يستجيب لصراخها المكتوم في هذه الجزيرة ا
لمهجورة....أحبت الوحدة كثيرا أما الآن فهى تكرهها ...تملقها صرخت بكل ما لديها من صوت ساكن فصدى ا
لصوت في عروقها ...كم شعرت بقشعريرة و بالوحدة في ظلام لا يخترقهه سوى همس من ضوء القمر....وما
زالت جامدة فوق رمال الشاطئ الدافئة تراقب البحر علها ترى أثرا لظل إنسان .. لكائن حي ينقذها يخلصها من
شبح الوحدة ...تركت له خصلات شعرها لتلعب بها الرياح ووحهها ليترطب بملوحة البحر وعينها لتخطلت د
موعها برطوبته...نظرت إلى الدنيا بالوانها ومعانيها ماتوا وتركوا لها ثروات ومازالت ملقلة على الشاطئ لاكنها
لا تريدها ....تريد فقط حضنا دافئا يؤويها ...اذنا تسمعها ....اعينا تنظر إليها ..أرادت عائلتها ..أرادت ان تغوص ف
ي وحشة هذا البحرأن تغرق في أعماقه مع من أغرقه....ومازالت تجلس أمامه تنتظر وتنتظر فلم يدخل اليأس إلى ق
لبها...ترى الايام على أنها سنين..تسرب من مائه فتحترق امعاؤها ..تاكل من شجر وقد ودعت ثمارها لدخول ا
لشتاءالقاسي .....وهربت الاسماك عنها زما زالت امام ذلك البحر تقشعر من برودة رياحه ...صوته...وهو يتحدث إ
ليها : (انت قوة وشجاعة) ..لكنها الآن ما عادت تقوىعلى البقاء فالبرد نخر عظامها والجوع الصق به
جلدها ...وشفتاها متوردتان أصطبغت بالزرقة وحسدها المثلج أيضا بدات تخترفه الزرقة ...تجمدت ا
طرافها ...وطقطقت اسنانها ...ولم يعد دم او دفئ يجري في عروقها همس لها البحر حين راها تستسلم : ( توقفي
هناك سفينة قادمة ) أبتسمت ابتسامة فيها امل مكتوم ..سقطت على رماله التى غدت باردة أماها السفينة تقترب
وتقترب والأمل يتسلل إلى قالبها ...لكنها لم تقوى على الوصول لغايتها ...أقتربت السفينة ارادتان تنادى بأعلى
صوتها ( اسرعوا !) لكن لم يبق لدها صوت وفضلت الاستسلام ...هاج الموج وبدأ يعلو أمامها....أغمضت
عيناها بهدوء امام اكبر موجو قائلة: (لقد تاخرتم كثيرا ) ونامت إلى الأبد نوما لا إستيقاظ منه لان الوت مصير
كل من كان على تلك السفينة. لحفت ببقية ركاب السفينة الغارقة ....كما زارهم الموت ها هو يزرها ...اسرع
ركاب السفينة القامة فلم يروا سوى حثة هامدة على شاطئ الجزيرة .
ي
ارب اعجبتكم القصة
م
ن
ق
و
و
و
ل